لمْ يكنْ مضيُّ عامٍ ونيف على وفاةِ شابٍّ بريطانِي في المغرب، وهُوَ فِي قافلة ذات أهداف إنسانية، كفِيلًا بأنْ يجعلَ جراح أسرته تندمل، حيثُ خرجَ والد الراحل، مجددًا، ليطالبَ بفتحِ تحقيقٍ يقدمُ تفاصيل أوفَى عنْ ملابسَات وفاة ابنه بالمغرب.
وترجعُ خيوط القضيَّة إلى سفر اليافع البريطانِي صاموِيلْ بُون، البالغِ من العمر 17 عامًا، إلَى المغرب في قافلةِ أنشطة إنسانية مع زملائه في أكاديميَّة "الأعمال" بباكْسِلِي، جنوبي شرق لندن، شهر يوليُوز من سنة 2012، دون أنْ يعلمَ أنَّ الطقسَ في المغرب سيكُون قاسيًا على منْ ألف المناخ الأوربِي.
وتتحدثُ أسرة الراحل، وفقا لما نُشر بمنابر إنجليزيَّة، عن الإهمال كعاملٍ من عوامل أخرى تسببت في وفاة ابنها، حيث تقول إنهُ لمْ ينقل إلى المستشفى على وجه السرعة عندما تعرض لأزمة صحيَّة،.. وَاضطرَّ إلى الانتظار لنحوِ ساعتين على الطريق، في حرارة بلغتْ 49 درجة مائويَّة.. كمَا لمْ يحضرْ الإسعاف بتاتًا، وجرَى نقلُ صامويل، وهُو في وضعٍ صحِّيٍّ حرج، على متن سيارة معدَّة في الأصل للنقل المدرسي.. الأمر الذِي يجعلُ الأسرة تتساءل حول ملاءَمة نقل المريض في تلك الشروط لما كان عليه وضعهُ من سوء.
"نحنُ نريدُ فتحَ تحقيقٍ، في وفاة ابننا في المغرب، لأننا لا نريدُ لمأساته أنْ تتكرر ثانية، وكيْ لا تكابدَ أسرة ثانية ما كابدناه، ولأنَّ الرواية التِي تمَّ تقديمُها إلينا، ما كانتْ لتقنعنَا" يقول والد الراحل كينْ بُونْ.
الأب البريطانِي، الذِي يديرُ شركةً أمنيَّة، ألحَّ على ضرورة تقديم منظمِي القافلة روايتهم أيضًا بعدَما برمجُوا قضَاء ستَّة أيَّام في أمزمِيز، بقلب جبال الأطلس، للقيام بأنشطة إنسانية مولوها باثنيْ عشر ألف جنيه استرليني جمعوها عن طريق عدَّة أنشطة، قبل أنْ يحلُّوا بالمغرب ويساعدُوا في بناء مدرسة ابتدائيَّة.. الطلبة البريطانيُّون كانُوا يعتزمون أيضًا تنظِيم أنشطة خيريَّة أخرى خلال مقامهم في المغرب، لوْلَا أنَّ وفاة زميلهم أوقفَت كلَّ شيءٍ وحوَّلَت سفرهُمْ إلى مأساةٍ حقيقيَّة.
من جهته، قال الناطق الرسميُّ باسم شركة "وورْد تشالجْ"، المنظمة للقافلة التِي فارقَ فيها صامويل الحياة، إنَّ الوفاة خلفَتْ حُزنًا عميقًا وسط الجميع، مؤكدًا جاهزية الشركة التعاون، مع أيِّ مسعًى يتعلقُ بالبحث في وفاة اليافع، الذِي لا تزالُ عائلته مصرَّة على فتحِ تحقيقٍ في ظروف وفاته. وهو ما تفاعلتْ معهُ محكمة بروملِي، وفتحتْ تحقيقًا، في ملابسات الوفاة "المباغتة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق