هناء عبد الفتاح |
العالم كله ينتظر محاكمة المعزول وعيون إعلامه تتابع المسألة بكل إهتمام وتركيز ، وداخليا كان الكل على أهبة الإستعداد للمتابعة ، الكل ينتظر ، الكل يترقب ، الجالسين فى بيوتهم أحضروا اللب والسودانى والمسليات أملا منهم فى متابعة الجزء الكوميدى الذى يبحثون عنه فى كل ظهور للمعزول ، والصحفيين وكاميرات الفضائيات أخذوا أماكنهم فى الحضور حرصا منهم على رصد كل صغيرة وكبيرة تخص محضر الجلسة ، والمحللين السياسيين وخبراء القانون إستعدوا للظهور على شاشات التلفزيون للتعقيب على ما كان سيحدث ، داخل المقاهى والكافيهات ومؤسسات الدولة الرسمية والخاصة فتح الجميع شاشات التلفاز لينتظروا قول الحاجب بصوته الأجش المعتاد ( محكمة ) ، حتى سائقى التوكتوك الذين كانوا يحتلوا مكانة عظيمة فى قلب المعزول رأيت منهم من يضبط راديو التوكتوك على إذاعة بث أخبار المحاكمة ، وبعد كل هذا تخرج علينا وزارة الداخلية وتعتذر عن عدم إحضاره نظرا لسوء الأحوال الجوية ؟؟!!!
أين هو سوء الاحوال الجوية ؟ فى كولالمبور مثلا ؟؟ أين سوء الأحوال الجوية الذى تتحدث عنه الداخلية فى حين أن الدنيا ربيع والجو بديع والمحاكمة اليوم كانت أهم المواضيع ؟؟ .. هذا سبب غير مقنع وأعتقد بنسبة كبيرة أنه غير حقيقى بالمرة ، لماذا لا يعلن وزير الداخلية السبب الفعلى وراء عدم إحضار مرسى العياط من محبسه ويخرج علينا ليقول سبب لا وجود له على أرض الواقع ويترك الأمر للتأويل والتفسير والتكهنات والتصورات ؟؟ لماذا يدفع الناس للحديث عن عدم الشفافية وعدم إحترام عقلية المواطن وعدم الوضوح فى التعامل مع مجريات الأمور فى بلد نملكها جميعا ومن حقنا جميعا الوقوف على ما يدور فيها ؟؟ لماذا لم يحترم وزير الداخلية فكرة أن ال85 مليون مواطن أصبحوا الأن خبراء سياسيين وفقهاء دستوريين ومحللين بارعين وأن الحديث يدور الأن فى الشارع عن تأجيل المحاكمة بسبب أن قواته منهكة بعد التأمين الأسطورى لأحداث عيد الميلاد المجيد وتحتاج فاصل قبل إعادة تشغيلها بنفس القدر من الإنهاك فى تأمين نقل مرسى ، ويدور أيضا حول إكتشاف محاولة تتميز بالأكشن كانت تستعد لمواجهة القوات التى ستنقله فى الطريق ، ويدور أيضا حول محاولة لإغتيال مرسى حالت دون تنفيذ عملية نقله ، وأيضا حول مشكلة حدثت فى الصباح بين مرسى وقوات تأمينه جعلت عقوبتهم له هوة تأجيل محاكمته أدبا له على تطاوله عليهم ؟؟؟ الكلام كثير والشعب المصرى هوة اكثر شعب فى العالم يحب الثرثرة ، وكان على الوزير أن يصارحنا بالحقيقة ، وإذا كانت الحقيقة لابد ان تكون سرية فعليه أن يختار سبب يدخل العقول ولا يتعامل معنا على أساس أننا قوم بلهاء وهذا أضعف الإيمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق