عبد السلام أقصو
كما يقال ” الفوسفاط و زوج بحورا و عايشين عيشة مقهورة ” فهذا هو المثل الشائع في الأوساط المغربية ، المثل الذي يظهر حقيقة الثروات التي لا يستفاد منها ، فالمغرب ذلك البلد الذي يتمتع و لله لحمد ببحرين ، يستخرج من بطونهما ثروة سمكية هائلة ، من أسماك و قشريات و رخويات … البحار التي تشكل مصدر عيش للبحارة المغاربة و مورد رزق لهم و أسرهم ، فالسمك المغربي يتسم بالوفرة و الجودة والإيجابي في ذلك كون المغرب ليس بدولة مصنعة ، عكس الدول المتقدمة كاليابان مثلا رغم شساعة البحار إلا أنها ملوثة بمخلفات التصنيع ، فهذه المعايير دفعت الإتحاد الأوربي إلى توقيع بروتوكول الصيد مع الوزارة الوصية على القطاع ، والذي سيتمكن من خلاله الإتحاد الأوربي من الصيد بالمياه المغربية.
كما سبق و أشرنا فشساعة المياه المغربية لم تشفع للمغاربة ، في تذوق أصناف مختلفة من الأسماك ، والتي تدخل الأسواق المغربية بالقلة و بأثمان مرتفعة ، أما في أسواق المناطق الداخلية فلا وجود للتصنيف والأصناف فالسلعة موحدة في شخص سمكة السردين المشهورة ، والذي بدوره تظهر عيوبه بعد ذوبان الجليد عليه مما يطرح مشكل الجودة.
نتساءل كما يتساءل كل المغاربة أين تذهب مداخيل بروتوكولات الصيد ؟ وأين هي عائدات بواخر الصيد في أعالي البحار ؟؟ أسئلة عادة لا يتم الإجابة عنها هي و قريناتها من الأسئلة التي تطرح في مجال الموارد الطبيعية للوطن ، الصيد بأعالي البحار و المعادن وبالأخص الفوسفاط .. بالإضافة إلى قطاع السكك الحديدية.
نأسف جدا على اللقطات الإشهارية التي تقدمها القنوات المغربية من خلال إشهار ” حوت بلادي ” الذي يكتسي طابع السخرية من الطبقة الشعبية ومعظمها فقيرة و التي تشكل قاعدة واسعة من الشعب المغربي ، هذه الطبقة الـتي تعاني الويلات مع الإقصاء الاجتماعي و الهشاشة و البطالة ، والتي تشاهد بنسبة عالية القنوات الوطنية ، طبقة البؤساء التي تكتفي بالنظر و ترفع يدها عاليا مبتهلة بالدعاء لرب البشر .
هل تريد من شعب ألف إشهارات ” برعني ” إشهار الشاي أن يشتهي أسماك مغربية أثمنتها أوربية والتي نادرا ما تدخل إلى البيوت الشعبية ؟
أسماك تشتريها فقط البورجوازية المغربية ، أو الفنادق المصنفة .
هل الغرض من هذا الإشهار الترويج للمنتوج المحلي في السوق الوطني ؟؟ أم الاكتفاء بتسجيل حضور أولاد الشعب في نسب المشاهدة ؟؟
حال السمك ، حال المهرجانات ، ” خبز الدار ياكلوا البراني “
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق