بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 29 ديسمبر 2013

عندما تضحك الدولة على البؤساء



عبد السلام أقصو
لعل بلادنا التي كرمها الله تعالى بكرامات عديدة ، والمتمثلة في موقعها الجغرافي الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط شمالا ، و المحيط الأطلسي غربا ،  الشيء الذي يجعلها منفتحة على عوالم مختلفة ، مشكلة بذلك موقعا سوسيو اقتصادي يفتح شهية العالم الغربي في الاستثمار بهذا البلد الذي يعرف انتقالا ديمقراطيا واستقرارا سياسيا و حلقة وصل بين العالم الغربي و بين المغرب العربي و الشرق الأوسط ، و الدول الإفريقية جنوب الصحراء.   
كما يقال ” الفوسفاط و زوج بحورا و عايشين عيشة مقهورة  ” فهذا هو المثل الشائع في الأوساط المغربية ، المثل الذي يظهر حقيقة الثروات التي لا يستفاد منها ،  فالمغرب ذلك البلد الذي يتمتع و لله لحمد ببحرين ، يستخرج من بطونهما ثروة سمكية هائلة ، من أسماك و قشريات و رخويات … البحار التي تشكل مصدر عيش للبحارة المغاربة و مورد رزق لهم و أسرهم ، فالسمك المغربي يتسم بالوفرة و الجودة والإيجابي في ذلك كون المغرب ليس بدولة مصنعة ، عكس الدول المتقدمة كاليابان مثلا رغم شساعة البحار إلا أنها ملوثة بمخلفات التصنيع ، فهذه المعايير دفعت الإتحاد الأوربي إلى توقيع  بروتوكول الصيد مع الوزارة الوصية على القطاع ، والذي سيتمكن من خلاله الإتحاد الأوربي من الصيد بالمياه المغربية.
كما سبق و أشرنا فشساعة المياه المغربية لم تشفع للمغاربة ، في تذوق أصناف مختلفة من الأسماك ، والتي تدخل الأسواق المغربية بالقلة و بأثمان مرتفعة ، أما في أسواق المناطق الداخلية فلا وجود للتصنيف والأصناف فالسلعة موحدة في شخص سمكة السردين المشهورة ، والذي بدوره تظهر عيوبه بعد ذوبان الجليد عليه مما يطرح مشكل الجودة.
نتساءل كما يتساءل كل المغاربة أين  تذهب مداخيل بروتوكولات الصيد ؟ وأين هي عائدات بواخر الصيد في أعالي البحار ؟؟ أسئلة عادة لا يتم الإجابة عنها هي  و قريناتها من الأسئلة التي تطرح في مجال الموارد الطبيعية للوطن ، الصيد بأعالي البحار و المعادن وبالأخص الفوسفاط .. بالإضافة إلى قطاع السكك الحديدية.
نأسف جدا على اللقطات الإشهارية التي تقدمها القنوات المغربية من خلال إشهار  ” حوت بلادي ” الذي يكتسي طابع السخرية  من الطبقة الشعبية ومعظمها فقيرة و التي تشكل قاعدة واسعة من الشعب المغربي ، هذه الطبقة الـتي تعاني الويلات مع الإقصاء الاجتماعي و الهشاشة و البطالة ، والتي تشاهد بنسبة عالية القنوات الوطنية ، طبقة البؤساء التي تكتفي بالنظر و ترفع يدها عاليا مبتهلة بالدعاء لرب البشر .
هل تريد من شعب ألف إشهارات ” برعني ” إشهار الشاي أن يشتهي أسماك مغربية أثمنتها أوربية  والتي نادرا ما تدخل إلى البيوت الشعبية ؟
أسماك تشتريها فقط البورجوازية المغربية ، أو الفنادق المصنفة .
هل الغرض من هذا الإشهار الترويج للمنتوج المحلي  في السوق الوطني ؟؟ أم الاكتفاء بتسجيل حضور أولاد الشعب  في نسب المشاهدة ؟؟  
حال السمك ، حال المهرجانات ، ” خبز الدار ياكلوا البراني “ 

ليست هناك تعليقات: