بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 18 مايو 2013

خطة حزب “البام” للسيطرة على الملف الأمازيغي وتقويض أسس الحركة الأمازيغية


 logo partie authenticite et modernite
بقلم : بلال آيت منصور

يبدو بأن خطة حزب الأصالة والمعاصرة للسيطرة على الملف الأمازيغي وتقويض أسس الحركة الأمازيغية، قد حققت الكثير من الأهداف التي من أجلها وضعت، فالبام اليوم في وضع المتحكم في جانب مهم من التدبير المؤسساتي للملف، وذراعه الجمعوية داخل الحركة الأمازيغية في وضع مريح ماديا ومعنويا، أما المستوى الآخر من الخطة فيتأرجح بين الانتصارات والإخفاقات، حيث تبث بأن تقويض أسس الحركة الأمازيغية ليس بتلك السهولة التي توقعها واضعو الخطة.
تتكون الخطة من العناصر الكبرى التالية :
تقويض أسس الحركة الأمازيغية
توفير كل الدعم اللازم لفرض هيمنة ذراع البام الجمعوية على المشهد الأمازيغي .
تقويض أسس الحركة الأمازيغية :
تشتغل الآلة الحزبية لحزب الأصالة والمعاصرة منذ تأسيس “البام”، بآليات الإنقضاض التي يمكن تلخيصها في كونها العملية التي يسقط بها الحزب فريسته ويمتص دماءها لإنعاش فرص “البام” في الحياة وضخ الدماء في شرايينه. وقد استعمل الحزب هذه الآليات مع أحزاب سياسية كالحزب الوطني الديمقراطي لصاحبه عبد الله القادري. حزب الأصالة والمعاصرة يسعى في إطار خطته لتقويض أسس الحركة الأمازيغية إلى الإنفراد بمكونات الحركة الأمازيغية، خصوصا الضعيفة منها، لإقناعها بالإنخراط في المشروع الشامل للحزب، وهنا لا بد من التذكير بمحاولة تأسيس تنسيقيات جمعوية أمازيغية كمرحلة أولى من مراحل الارتواء من دماء الحركة الأمازيغية، غير أن فشل تلك التنسيقيات في تحقيق الأهداف المتوخاة، خصوصا بعد خروج آلاف الكفاءات الأمازيغية إلى الشارع في إطار حركة عشرين فبراير ومطالبتها برحيل مؤسسي “البام”، دفع الحزب وذراعه الجمعوية داخل الحركة الأمازيغية إلى اعتماد خطة أخرى تعتمد على :
استقطاب أطر أمازيغية وتكليفها بأدوار تسويق مشروع “البام”، تارة تحت مسمى “توحيد الحركة الأمازيغية”، وتارة أخرى بدفعها لتأسيس إطارات أمازيغية “بامية” جديدة.
السيطرة على الإعلام الأمازيغي الرسمي، وخصوصا القناة الثامنة، كجزء من الحرب الناعمة ضد الحركة الأمازيغية غير المروضة. حيث تقفل أبواب القناة أمام الكثير من الجمعيات الأمازيغية، في الوقت الذي تغطي فيه حتى أتفه الأنشطة التي ينظمها الذراع الجمعوي  للبام.
إقفال صنابير الدعم الموجه إلى مكونات الحركة الأمازيغية التي ترفض الإنحناء أمام مشروع الأصالة والمعاصرة. فالهجوم على المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية من طرف ذراع “البام” يدخل في إطار الحرب على تلك المكونات، فالعطب الذي أصاب سياسة إيركام التشاركية والمالية برسم سنة 2013، من فعل فاعلين يعرفون ما يفعلون يستهدفون تقليم أظافر وأنياب الحركة الأمازيغية “غير المروضة” في زمن سياسي حرج يمر منه الملف الأمازيغي، لأنها بدون أموال الشراكة ستجد صعوبات في التحرك وفي الإنخراط في لعبة التدافع، علما بأن ذراع البام الجمعوية “الأمازيغية” توصلت بدعم سخي من كل الجهات.
توفير كل الدعم اللازم لفرض هيمنة ذراع البام الجمعوية على المشهد الأمازيغي :
يشرح قاموس المعاني فعل “هيمن” بأنه صار رقيبا عليه و حافظا، أما الهيمنة السياسية فتعني سيطرة أطراف في اللعبة السياسية على أطراف أخرى بشكل يجعلها قادرة على توجيه قراراتها في اتّجاه مصالح الطرف المهيمن. فلأجل هيمنة الذراع الجمعوية للبام على الحركة الأمازيغية، تمت فذلكة الكثير من الاختيارات المؤسساتية ذات الارتباط بالملف الأمازيغي، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر :
التمكين لذراع البام الجمعوية “الأمازيغية” من الكثير من مفاتيح المجالس الجهوية لحقوق الإنسان، بعد إقصاء منظمات أمازيغية غير مروضة من كل أشغال لجان المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أهمها منظمة وطنية تشتغل على ملف حقوق الإنسان وطنيا ودوليا.
التمكين لذات الذراع البامية وتوفير الدعم المالي واللوجستيكي السخي لها .
تضييق الخناق على المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وتعطيل دوران آلته “المالية” بعد المساهمة في فرملة مجلسه الإداري. مع التذكير بأن عمادة المعهد ساهمت في حدوث “أزمة إيركام” بسبب تدبيرها الكارثي لأعمال المعهد.
تضييق فكي الكماشة المخزنية البامية على مكونات الحركة الأمازيغية غير المروضة، ويدخل في هذا الإطار على سبيل المثال لا الحصر ملف إميضر ومأساة المعتقلين السياسيين أعضوش وأوسايا، وكذلك ما أطلق عليه لخلط الأوراق الحركة الأمازيغية المسلحة داخل الجامعة.
التشويش على حركة تاوادا من خلال سعي بعض شباب الذراع الجمعوية الأمازيغية للبام، إلى التأسيس لقاعدة بيانات لشباب الحركة، لأغراض لا زالت غامضة ومجهولة.
توضيح لا بد منه :
لا نبتغي من هذا المقال سوى توضيح ما نراه جديرا بالتوضيح، ولا نسعى من وراءه إلى الإساءة لأحد، فحزب البام كغيره من الأحزاب، يضم حيوانات سياسية هدفها السلطة، ولأجلها تستعمل كل الأسلحة بما فيها الارتواء بدماء المنافسين والمجتمع المدني. كما أننا لا ننتقص من قيمة مكونات الذراع الجمعوي الأمازيغي للبام، فلهم كامل الحرية في اختيار تحالفاتهم ومواقعهم.
نحن فقط دعاة وضوح، ودعاة ممارسة الإختلاف بشيء من الأخلاق…
هدفنا أن لا نضع كل بيض الملف الأمازيغي في سلة البام أو غيره من الأحزاب…
حلمنا المحافظة على استقلالية مكونات الحركة الأمازيغية غير المروضة…لأن المعارك الأمازيغية الكبرى لم تفتح بعد، ولن يكسبها سوى المستقلون الذين لا يدينون بالولاء سوى لأمازيغيتهم وما يرتبط بها من أحلام مشروعة في التحرر والكرامة والعدالة والإنصاف. 

ليست هناك تعليقات: