تتحدث بجرأة عن ماضيها، عن حياة التشرد في فرنسا، في المأوى وفي الشارع. وتتحدث دون مركب نقص عن سرقاتها، وتجربة السجن التي مرت منها مرات كثيرة. وتتطرق بعين النقد لمظاهر تعشش في أذهان الجالية المسلمة حتى وهي تعيش في مدينة الأنوار. "أنثى الذئب المسلمة " كتاب آمال الأطراسي، الفرنسية من أصل مغربي والأخت الشقيقة للفكاهي مصطفى الأطراسي، تتناول بجرأة زائدة معاناة بنات المهاجرين، وتصر على أن كتابها صورة طبق الأصل لحياة مهاجرات مغربيات مشاكلهن ليست مع المجتمع الفرنسي، بل مع المجتمع المغربي.
Louve musulmane أنثى الذئب المسلمة، أو "الذيبة المْسلمة " كما تفضلين أنت ترجمتها، ما قصة هذا العنوان؟
كنت أساعد إبني في مراجعة دروسه، وبالصدفة كان يقرأ عن حكاية "رومولوس و ريموس " الطفلان اللذان أرضعتهما أنثى الذئب في " la louve Romaine " . أعجبتني القصة، وقلت مع نفسي سأسمي قصتي أيضا. Louve musulmane
أهي الرغبة في تحقيق النجومية إسوةً بأخيك الفكاهي المعروف، هي التي جعلتك تكتبين بهذا الشكل الجريء؟
لا أبدا. حكاية تأليف سيرة لم تراودني قَط. في صغري حلمت أن أصير نجمة في عالم الغناء. هربت من البيت أنا وأختي نحو باريس من أجل هذا الحلم. كنّا نعتقد أننا ما أن نصل مدينة الأنوار حتى يتهافت علينا المنتجون ونصير مغنيات شهيرات في رمشة عين. بعد أيام من التشرد عثرت علينا الشرطة، أبلغتْ والدي، ليعيدنا إلى المنزل، عاقبنا بالضرب أولا، ثم بعد شهر أعادنا للمغرب..
عندما دخلت السجن للمرة الرابعة، وعندما أقول لك سجن، فأتمنى ألا يتبادر إلى ذهنك السجن في المخيال المغربي، الزنزانة كانت مصبوغة باللون الوردي، وكنت أتقاسمها مع امرأة سبعينية قتلت أبناءها الثلاثة. لكن حياة السجن في فرنسا أرحم ألف مرة من العيش حرة طليقة في المغرب في تلك السنوات الثلات التي قضيتها في المغرب.. قلت، عندما دخلت السجن، كانت الطبيبة النفسية ـ التي أجالسها في حصص الاستماع التي يستفيد منها السجناء ـ تصغي إلى حكايتي باهتمام فريد. وخاصة تلك المصائب والمصاعب التي عشتها في المغرب وفي فرنسا. فنصحتني أن أكتب تجربتي على شكل سيرة ذاتية. وهذا ما حدث، كتبت بكل صدق وأمانة!
لأي غرض؟
لدي الآن أربعة أبناء، وإن كنت قد أغلقت الباب على الشخص الذي كنته، الشخص الذي يحب السرقة وحياة السجن والتشرد. كونت أسرة، ولن أفترق عنها أبدا. لكني أريد أن أنقل تجربتي، ليكف المجتمع عن إيذاء المرأة باسم الدين. كان أبي يقول لنا " سأعيدك إلى المغرب أنت وأخواتك البنات ، هذا ما يقوله القرآن ". كان يضرب أمي كلما أنجبت له بنتا، وكان يسكر. عندما قرأت القرآن بإمعان لم أجد فيه كل هذا! قضيت ثلاث سنوات في المغرب كعقاب لي أنا وأختي لأننا هربنا من المنزل إلى باريس، كانت من أسوأ أيام حياتي، أمارس فيه أعمالا شاقة وأهان كل يوم ومع ذلك هناك من يقول لي : هذا ما يقوله ديننا!!
هناك سلوكات غير مقبولة تمارس في حق النساء في التجمعات المتخلفة في المغرب وفي فرنسا وفي كل الدول، يجب أن يعاد فيها النظر، ولا يمكن أن يكون ذلك سوى بفضحها وفتح نقاش حولها.
كتابك أسال بعض النقاش هنا في المغرب خاصة في بعض الصحف، هل تعتقدين أنك بذلك نجحتِ؟
إلى حد ما، الكتاب صدر منذ ثلاث أشهر فقط في فرنسا، ولولا الحصار الذي يفرضه أخي مصطفى على الكتاب بعلاقاته المتعددة مع المنشطين والمذيعين في الإذاعات والتلفزات لوصل خبره إلى المتلقي، ولحظي بما يستحقه من اهتمام في المغرب والخارج.
لماذا يحاصرك !!
لم يتقبل أن أكتب عن أبي وأمي وعائلتي وعنه هو أيضا.
طيب ماذا تنوين كتابته بعد هذا الكتاب؟
الذين إطلعوا على الكتاب هنا في فرنسا أعجبهم، وعَرّفهم عن صورة أخرى لحياة المغاربة في فرنسا وفي المغرب، والكثير من القراء اقترحوا على تحويل السيرة إلى عمل سينمائي وهذا ما أفكر فيه الآن..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق